لازلت حتى هذه الساعة أتذكر ذلك المساء بوضوح، عندما رفع البروفيسور البولندي "ستيفان ماتسكيفيتش" ( Stefan Mackiewicz) كوبا فارغا الى الاعلى، وأخذ يطرق عليه بشوكة الطعام، راجيا من الجمع المنهمك في الحديث على طاولات العشاء الانصات لأمر هام. " يارفاقي، يارفاقي، اسمعوا هذا الخبر الغريب، لقد سألت دكتور " أحمد " عن اللغة المستخدمة في دراسة الطب في ليبيا فقال انها الانجليزية. يارفاق، هذا أمر لايمكنني تصوره. لقد تعلم الغرب الطب عن العرب خلال العصور الوسطي، والان لا يستطيعوا حتى ان يدرسوه بلغتهم، ورمقني بعينيه الضيقتين بنظرة ومستهجنة، تفجر الجليد قطعا". حدث هذا في خلال أول مؤتمر في أمراض الروماتيزم احضره بعد اشهر قليلة من بدئي دراستي للتخصص في طب الروماتيزم علي يد البروفيسور في منتصف الثمانينات من القرن الماضي.
كان البروفيسور هو من اسس قسم الروماتيزم الذي عملت فيه، كما كان رئيسا لقسم المناعة السريرية التابع للجامعة. أتذكره شخصا لطيفا، طيب القلب عطوفا على المرضى، يقضي الكثير من الوقت في مكتبه لوحده، منشغلا في اتمام اعماله ومشاغله الاكاديمية الكثيرة. ولكنه لم ينس ابدا ساعة المرور على المرضى، ولم يكن يحب ان يتغيب عنها ولو لدقيقة، وهناك تعلمت منه الكثير حول امراض الروماتيزم والمناعة السريرية، حتى تحصلت على شهادة استشاري في طب الروماتيزم.
ترأس البروفيسور القسم سنة 1967 ، وتحصل على درجة البروفيسور في العام 1972، و عمل استاذا زائرا في الكثير من مراكز الروماتيزم. هذا كما ترأس اللجنة العلمية في المؤسسة المركزية البولدندية للروماتيزم، وكان الاستشاري الوطني للدولة في هذه الامراض، بالاضافة الى شغله منصب خبير لدى منظمة الصحة الدولية لمنطقة اسيا. وفي العام 2011 اصبح عضوا مميزا فخريا للجمعية البولندية لطب الروماتيزم. نشر "متسكيفيتش" خلال حياته خمسة مراجع ، واكثر من 300 دراسة علمية.
والآن عندما القي بنظرتي، الي صورته ، بعد ثلاثة أعوام على رحيله، وأتذكر لون شعره الاحمر الميال الى البياض في تلك الايام، ونظرات عينيه الضيقتين وابتسامته االمتحفظة المعتادة، تغمرني مشاعر شتى، وانا أهمس له في سري محرجا " لازلنا ندرس الطب بالانجليزية بدلا من لغتنا يا استاذي العزيز "ستيفان"، وهذا ما يذكرني بك دائما".
كان البروفيسور هو من اسس قسم الروماتيزم الذي عملت فيه، كما كان رئيسا لقسم المناعة السريرية التابع للجامعة. أتذكره شخصا لطيفا، طيب القلب عطوفا على المرضى، يقضي الكثير من الوقت في مكتبه لوحده، منشغلا في اتمام اعماله ومشاغله الاكاديمية الكثيرة. ولكنه لم ينس ابدا ساعة المرور على المرضى، ولم يكن يحب ان يتغيب عنها ولو لدقيقة، وهناك تعلمت منه الكثير حول امراض الروماتيزم والمناعة السريرية، حتى تحصلت على شهادة استشاري في طب الروماتيزم.
ترأس البروفيسور القسم سنة 1967 ، وتحصل على درجة البروفيسور في العام 1972، و عمل استاذا زائرا في الكثير من مراكز الروماتيزم. هذا كما ترأس اللجنة العلمية في المؤسسة المركزية البولدندية للروماتيزم، وكان الاستشاري الوطني للدولة في هذه الامراض، بالاضافة الى شغله منصب خبير لدى منظمة الصحة الدولية لمنطقة اسيا. وفي العام 2011 اصبح عضوا مميزا فخريا للجمعية البولندية لطب الروماتيزم. نشر "متسكيفيتش" خلال حياته خمسة مراجع ، واكثر من 300 دراسة علمية.
والآن عندما القي بنظرتي، الي صورته ، بعد ثلاثة أعوام على رحيله، وأتذكر لون شعره الاحمر الميال الى البياض في تلك الايام، ونظرات عينيه الضيقتين وابتسامته االمتحفظة المعتادة، تغمرني مشاعر شتى، وانا أهمس له في سري محرجا " لازلنا ندرس الطب بالانجليزية بدلا من لغتنا يا استاذي العزيز "ستيفان"، وهذا ما يذكرني بك دائما".
د. أحمد عبد السلام بن طاهر
.Dr.med. Ahmed A. Ben Taher
استشاري أول طب الروماتيزم. سنة التخصص 1990.
متحصل على شهادة البورد وعلى شهادة الدكتوراة .PhD في طب الروماتيزم
شارك في تاليف مرجع الروماتيزم ألالماني الصادر سنة 2001 و 2008
للاستشارات عن طريق الواتس اب والتيليغرام : 0928665810 (ليبيا)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق