في العام 1882 كان العالم الروسي "ايليا متشنيكوف" (Metchnikoff) يدرس خلايا "نجم البحر" فاكتشف في بين خلايا مراحل حياته المبكرة (larva)، خلايا لها القدرة على التهام الجراثيم، نسميها "الخلايا البلعيمة" ( Phagocytes) وتشتمل على عدة انواع، بينها ما نسميه الخلايا البلعمية متعددة النوى (polymorphonuclear). واتضح من خلال دراسته ان للاجسام الحية خلايا ذات وظيفة مناعية، تشتمل على هذه الخلايا. وتوجد هذه الخلايا في دماء وانسجة الانسان ايضا. وتقوم هذه الخلايا بابتلاع الاجسام الضارة والتي يراد التخلص منها في الانسجة الحية والدم. ومنذ فترة طويلة من الزمان كان هناك خلط عند كبار الاطباء بين ما نعرفه حاليا من علامات مرض الذئبة وبين تلك التي يتسبب فيها مرض "سل الجلد". ولكن في نفس السنة التي اكتشف فيها متشنيكوف الخلايا البلعمية (1882)، اكتشف الطبيب الالماني روبرت كوخ (Koch) عصيات السل، وهي البكتيريا المسببة لمرض السل. وقد وجدت العصيات بعد ذلك عن المصابين بسل الجلد ولكن لم توجد فيما نعرفه الان بمرض الذئبة (الذئبة الحمامية المجموعية )، والتي تم تاكيد كونها مرضا آخر مختلفاً و مجهول السبب.
ولما كان من المعروف ان خلايا نخاع العظم، تحتوي على خلايا مناعية، بما فيها الخلايا البلعمية، فقد خطر في العام 1946 على بال الطبيب الامريكي "مالكوم هارقريفس" (Hargraves) ومساعداه، فكرة خلط "مصل" دم مرضى بالذئبة مع خلايا الدم في نخاع العظم. وبعد مرور وقت لاحظوا لدهشتهم ان "خلايا بلمية متعددة الانوية" في خلايا نخاع العظم قد التهمت انوية بعض الخلايا، وهي ليست جراثيم. وهذا ما وضح له بن هناك شيء في دم مرضى الذئبة يتفاعل مع انوية الخلايا تفاعلا مناعيا ، مما يجعلها تبدو للخلايا البلعمية كاجسام او جراثيم غريبة فتلتهمها للتخلص منها. وقد اطلقا على هذه الظاهرة اسم "ظاهرة خلايا الذئبة" والتي اصبحت اول اختبار يستخدم لتشخيص مرض الذئبة في التاريخ، مفتتحا عهدا جديد في تطور فهمنا لمرض الذئبة.
د. أحمد عبد السلام بن طاهر .Dr.med. Ahmed A. Ben Taher استشاري أول طب الروماتيزم. سنة التخصص 1990. متحصل على شهادة البورد وعلى شهادة الدكتوراة .PhD في طب الروماتيزم شارك في تاليف مرجع الروماتيزم ألالماني الصادر سنة 2001 و 2008 للاستشارات عن طريق الواتس اب والتيليغرام : 0928665810 (ليبيا)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق